أرض الملّ الجليليّة كانت المنطقة التي أعلنتها إسرائيل منطقة عسكريّة مغلقة مصادرةً أكثر من 20 ألف دونم منها، في مخططٍ استيطانيّ لتهويد الجليل. كان هذا الإعلان شرارةً أطلقت يوم الأرض: اجتمعت القوى والهيئات السياسية والشعبية معلنة الإضراب العام في الثلاثين من آذارعام 1976، ما استنفر الجيش الإسرائيلي للتصدي للمظاهرات واقتحام القرى والمدن الفلسطينيّة، خاصةً مثلث يوم الأرض- عرّابة، دير حنّا وسخنين- لتنفيذ حملات اعتقال واسعة.
رجال ونساء من مختلف الأعمار شاركوا في يوم الأرض بعنفوان وجرأة، مقدّمين منهم ستة شهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين، في تحدٍ تاريخي وبطولي للإستعمار وعسكره.
لم يكن ذلك أول إضراب تعلنه القيادة الفلسطينيّة، لكنه من دون شك لاقى تجاوباَ وحماساَ غير مسبوقين، فقضيّة الأرض جسّدت الإرادة والتجربة الجماعيّة واستقطبت الجماهير نحو الاشتباك المباشر مع الجنود الذين اقتحموا مجالهم الحيوي وبيتهم\\حصنهم الوحيد.
يأتي هذ الملف للوقوف عند التبلور الفكري لقيمة الأرض السياسيّة والاجتماعيّة بين الماضي والحاضر، من خلال رصدٍ لجوانب ثقافيّة تعاطت مع الأرض عموماً ومع يوم الأرض خاصةً، ذلك بهدف الوقوف على الوضع الاجتماعي والسياسي الفلسطيني الحاضر، مقارنةً مع ماضٍ نضاليّ مفصليّ.
حنين نعامنة، قصص عن معاني المكان